إن اعتماد الجامعات الذكية كنموذج حديث في التعليم العالي، جعل من امتلاك بعض المهارات الرقمية أمرًا أساسيًّا للنجاح الأكاديمي والمهني؛ حيث لم تعد هذه المهارات ترفًا أو خيارًا إضافيًّا، بل أصبحت ضرورة حتمية لتمكين الطلاب من التفاعل الفعّال مع بيئات التعلم الإلكترونية، والاستفادة القصوى من الخدمات الأكاديمية الرقمية، وتطوير قدراتهم الذاتية لمواكبة متطلبات سوق العمل الحديث؛ لذلك كان من الضروري تسليط الضوء على أهم المهارات الرقمية التي يحتاجها الطالب في الحياة الجامعية الذكية، وبيان كيفية اكتسابها وتطويرها، مع الإشارة إلى الدور الذي ينبغي أن تؤديه الجامعات الإلكترونية الرائدة في دعم تعلم هذه المهارات.
1. إدارة التعلم الذاتي عبر المنصات الرقمية
تعد القدرة على إدارة التعلم الذاتي من أهم المهارات في بيئات التعليم الذكي؛ فالطالب في الجامعة الذكية لا يعتمد فقط على حضور المحاضرات، بل يتحمل مسؤولية تنظيم وقته، والاطلاع على الموارد الرقمية، والوفاء بالمهام الأكاديمية ضمن المهل الزمنية المحددة، ويمكن اكتساب هذه المهارة من خلال استخدام تطبيقات تقويم وجدولة رقمية، والاستفادة من دورات تنظيم الوقت المتاحة عبر الإنترنت، والمشاركة المنتظمة في المنتديات التعليمية للنقاش مع الزملاء والأساتذة
2. القدرة على استخدام أنظمة إدارة التعلم (LMS)
تُعتبر أنظمة إدارة التعلم مثل Moodle أو Blackboard أو Canvas منصات مركزية في التعليم الجامعي الرقمي، حيث تتيح الوصول إلى المحتوى، وتقديم الواجبات، وإجراء الاختبارات، والتفاعل مع المعلمين، ويتطلب النجاح في التعامل مع هذه الأنظمة فهماً جيدًا لواجهاتها، والقدرة على تصفح الموارد، وتحميل الملفات، والتفاعل في بيئات النقاش، ويمكن تطوير هذه المهارة بالممارسة المستمرة، والمشاركة في ورش تدريبية تقدمها الجامعات أو المواقع التعليمية المجانية.
3. البحث الأكاديمي الرقمي
في البيئة الجامعية الذكية، يكون الطالب مطالبًا باستخدام قواعد البيانات الإلكترونية، ومحركات البحث الأكاديمية، والمكتبات الرقمية للوصول إلى مصادر موثوقة وحديثة، وتشمل هذه المهارة القدرة على استخدام الكلمات المفتاحية بشكل فعّال، تقييم المصادر، وتحميل المراجع بصيغ مناسبة، ومن أجل تقوية هذه المهارة، يُنصح بتعلم استخدام أدوات مثل Google Scholar، وPubMed، والمكتبات الجامعية الرقمية، مع تدريب على أدوات إدارة المراجع مثل Mendeley أو Zotero.
4. الأمان الرقمي والوعي السيبراني
يتطلب التعليم الذكي مستوى عاليًا من الوعي بالأمن السيبراني؛ حيث يجب على الطالب حماية بياناته الشخصية، ومعرفة كيفية التعامل مع التهديدات الرقمية مثل التصيّد الاحتيالي والبرمجيات الخبيثة، وتشمل المهارات في هذا السياق إنشاء كلمات مرور قوية، وتحديث الأنظمة بشكل دوري، واستخدام الشبكات الآمنة، وبالإمكان تعلم أساسيات الأمان الرقمي من خلال كورسات قصيرة تقدم شروحات مبسطة وموجهة للطلبة.
5. التواصل الرقمي الأكاديمي
النجاح في الجامعات الذكية يتطلب إتقان أساليب التواصل الرقمي الأكاديمي، سواء عبر البريد الإلكتروني الرسمي، أو المنتديات التعليمية، أو الاجتماعات الافتراضية، ويجب أن يكون الطالب قادرًا على صياغة رسائل رسمية واضحة، والمشاركة الفعالة في النقاشات، وإبداء الرأي بلغة أكاديمية، ويمكن تطوير هذه المهارة بالتدريب على الكتابة الأكاديمية الرقمية، والمشاركة في مشاريع جماعية على الإنترنت.
6. إتقان أدوات العمل الجماعي عن بُعد
العمل الجماعي لا يختفي في البيئة الرقمية، بل يأخذ أشكالًا جديدة تعتمد على أدوات مثل Google Workspace أو Microsoft Teams. يحتاج الطالب إلى مهارات في تنسيق العمل المشترك، مشاركة الملفات، وإدارة المشاريع الرقمية. تعلم هذه الأدوات يتطلب ممارسة عملية، ويمكن أن تبدأ بدورات تدريبية في العمل التعاوني الرقمي أو المشاركة في مشاريع دراسية افتراضية.
7. المرونة التقنية والتكيف مع التغيرات
في بيئة متغيرة وسريعة التحديث، من الضروري أن يكون الطالب مرنًا وقادرًا على التكيف مع التحديثات التكنولوجية. وهذا يشمل سرعة تعلم منصات جديدة، استيعاب أدوات جديدة في المحاضرات، وتحديث مهاراته الرقمية باستمرار. المرونة التقنية تأتي من تبني عقلية التعلم المستمر والانفتاح على التجربة والممارسة.
جامعة فيرتكس تدعم طالبها في تنمية المهارات المطلوبة
تولي جامعة فيرتكس الذكية اهتمامًا بالغًا ببناء هذه المهارات لدى الطلاب؛ فهي لا تكتفي بتوفير المنصات التعليمية المتقدمة، بل ترفقها ببرامج دعم وتوجيه رقمي، تشمل ورش عمل تدريبية، وإرشادات تفصيلية، ومراكز مساعدة تقنية على مدار الساعة، كما تقدم الجامعة مسارات تطوير مهني رقمي تساعد الطلاب على مواكبة أحدث المهارات في سوق العمل، بما ينسجم مع متطلبات التعليم العالي الحديث.