دور الأسرة والآباء تجاه الأبناء في ظل التعليم الرقمي

آخر تحديث: 8 مايو,2025

دور الأسرة والآباء تجاه الأبناء في ظل التعليم الرقمي-جامعة فيرتكس

في عصر المعلومات الذي نعيشه اليوم، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولعل أبرز مجالات تأثيرها هو التعليم. التعليم الرقمي، أو التعليم عن بُعد، والذي زاد الإقبال عليه بنسبة كبيرة في الآونة الأخيرة؛ حيث أنه قد أثبت فعاليته وضرورته، خصوصًا في ظل الظروف العالمية التي فرضت علينا تغييرات جذرية في طرق التعلم، ومن منطلق المسؤولية المفروضة على الآباء والأسر تجاه الأبناء في ظل هذا التغيير، كان واضحًا أن دور الأسرة والآباء في هذا السياق لا يقل أهمية عن دور المعلمين أو المؤسسات التعليمية، بل قد يكون أكثر تأثيرًا في بعض الأحيان.

فما أهمية دور الأسرة في ظل التعليم الرقمي؟

تكمن تلك الأهمية في أن الأسرة تُعتبر من المحاور الأساسية في نجاح العملية التعليمية الرقمية؛  فمع انتقال الأبناء إلى نظام التعليم عن بُعد، يصبح الوالدان هما الداعم الأول والمشرف المباشرعلى مسيرة تعلم الأبناء؛ وذلك يعود لمساحة المرونة الكبيرة التي يمنحها التعليم الرقمي للطلاب، والتي رغم أنها تعدُّ ميزة كبيرة، إلا أنها قد تغري بعض الطلاب بالتهاون والتراخي، وهنا يأتي دور الأسرة كرقيب، هذا بالإضافة أيضا إلى التنوع والشمول واتساع الاختيارات التي يتيحها التعليم الرقمي للطلاب والتي قد تسبب بعض التشتت أحيانا؛ الأمر الذي يلقي على عاتق الأسرة مسؤولية التوجيه والإرشاد.

وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الأسر في أداء هذا الدور بفعالية:

دور الأسرة في تهيئة بيئة تعليمية ملائمة

من الضروري أن توفر الأسرة بيئة تعليمية مناسبة تعزز من تركيز الأبناء أثناء الدراسة؛ حيث يجب اختيار مكان هادئ ومجهز بالإضاءة الجيدة والتهوية المناسبة، كما يجب أن يكون هذا المكان مخصصًا للتعلم فقط، مما يساعد في الفصل بين أجواء الدراسة وأجواء الحياة اليومية.

دور الأسرة في تحديد مواعيد الدراسة

يجب على الآباء وضع جدول زمني واضح للدراسة يتضمن مواعيد محددة للدروس وأداء الواجبات، وإن التزام الأبناء بمواعيدهم الدراسية يعزز من قدرتهم على التنظيم والاعتماد على الذات، كما ينبغي على الوالدين الالتزام بهذا الجدول ومراقبة مدى تقدّم الأبناء.

دور الأسرة في تشجيع التعلم الذاتي

تعليم الأبناء كيفية التعلم الذاتي يعد من أهم المهارات التي يمكن أن يكتسبها الطلاب في التعليم الرقمي. يجب على الآباء دعم أبنائهم في البحث عن الموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت، مثل الدورات التدريبية والفيديوهات التعليمية. كما يمكنهم توجيههم حول كيفية استخدام هذه الموارد بشكل فعال.

دور الأسرة في توفير الدعم العاطفي

قد يواجه الطالب بعض التحديات أثناء مسيرة التعلم الرقمي؛ لذا يجب أن يكون الآباء موجودين لتقديم الدعم العاطفي؛ فإن تشجيع الأبناء وتقديم المساعدة عند الحاجة يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق الذي قد يشعرون به، كما يمكن أن يكون الحوار المفتوح وسيلة فعالة لتبادل المشاعر والقلق.

دور الأسرة في المشاركة الفعالة

يجب على الآباء أن يكونوا جزءًا من العملية التعليمية، وليس مجرد مراقبين، ويمكنهم المشاركة في الأنشطة التعليمية، مثل مشاهدة الدروس مع الأبناء أو مناقشة المواضيع التي يتم دراستها، هذه المشاركة تُعزز من العلاقة الأسرية وتُشعر الأبناء بأنهم ليسوا وحدهم في هذه الرحلة.

دور الأسرة في تحفيز الأبناء على الاستمرار

من المهم أن يتم تحفيز الأبناء على الاستمرار في التعلم. يمكن تحقيق ذلك من خلال مكافأتهم عند تحقيق إنجازات معينة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، هذه المكافآت لا تحتاج أن تكون مادية دائمًا، بل يمكن أن تكون مكافآت معنوية مثل الثناء أو قضاء وقت ممتع معهم.

دور الاسرة في متابعة الأداء الأكاديمي

ينبغي على الأسر متابعة تقدم الأبناء في الدراسة بشكل دوري؛ حيث يمكن للآباء التواصل مع المعلمين عبر الإنترنت، والاطلاع على نتائج الواجبات والاختبارات، وهذه المتابعة تساعد في تحديد أي صعوبات قد يواجهها الأبناء، مما يمكن الآباء من تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب.

دور الأسرة في تطوير المهارات الشخصية

يجب أن تسعى الأسر لتطوير المهارات الشخصية للأبناء، مثل مهارات التواصل والتعاون و تنظيم أنشطة جماعية عبر الإنترنت مع أقرانهم؛ مما يساعد في تعزيز هذه المهارات؛ حيث إن مشاركة الأبناء في مشاريع جماعية يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتعلم العمل الجماعي والتفاعل الاجتماعي.

الخاتمة

إن دور الأسرة والآباء في التعليم الرقمي يتجاوز مجرد الإشراف على الواجبات، وإنه يتطلب التزامًا جادًا وشغفًا بالتعليم، بالإضافة إلى القدرة على التأقلم مع التغيرات التكنولوجية المستمرة، ومن خلال اتباع النصائح المذكورة، يمكن للأسر أن تلعب دورًا محوريًا في دعم أبنائهم، مما يسهم في بناء جيل متعلم وواعي يتأقلم مع تحديات العصر الرقمي.

 

قد يعجبك أيضا

Scroll to Top