الملايين من الباحثين والدارسين حول العالم يحتاجون نصائح لتنظيم الوقت في بيئة الدراسة الإلكترونية؛ لأن التعليم الرقمي أصبحت من أهم وسائل العصر الحديث لاكتساب المعرفة وتطوير المهارة، وقد استطاع الكثيرون الحصول على فرص أفضل في أسواق العمل بأجور ممتازة ضاعفت دخلهم وحسنت مستوى معيشتهم، وكان ذلك بفضل المهارات والمعرفة التي اكتسبوها باستخدام منصات ووسائل التعليم عن بُعد.
لذلك فإن التعليم الرقمي أصبح ضرورةً لاغنى عنها، وتطورًا عصريًّا لابد أن يواكبه كل الباحثين عن حياة أفضل، وصار امتيازًا فعالًا يتيح قيمة عظيمة بأقل مجهود وفي مدة زمنية قياسية.
ولكن الاستفادة من هذا الامتياز تحتاج إلى إدارة الوقت بطريقة رشيدة، لا سيما في ظل كثرة المشتتات ومع تعدد الاختيارات التي قد يذهب الوقت بسببها سدىً، وقد يحتاج المتعلمون عن بعد من خلال الدراسة الإلكترونية إلى هذه النصائح التي تساعدهم على تنظيم الوقت في بيئة الدراسة الإلكترونية.
النصيحة الأولى: الاستمتاع بالتعليم الرقمي
نعم تستطيع أن تجعل الدراسة عملية ممتعة بفضل وسائل الدراسة الإلكترونية، وهي بالفعل خالية من الأعباء والضغوط التي كانت تلقيها الدراسة العادية على عاتق الدارس وعلى رأسها ضرورة التواجد في أماكن الدراسة التي قد يضطر الدارس للسفر أو الاغتراب بسببها إذا أراد الدراسة في تخصص ليس متاحًا بالقرب منه.
ولكي يكون التعليم الرقمي ممتعًا بالنسبة لك استفد بهذه المميزات:
- استمتع باختيار مواعيد أكثر مرونة للمحاضرات والدورات.
- استمتع بحضور المحاضرات في مكانك المفضل الذي تشعر فيه بالراحة والقدرة على التركيز.
- استمتع بالوقت الإضافي الذي ستوفره والذي كان سيضيع في المواصلات أو الانتقالات، واستخدم هذا الوقت للراحة أو الترفيه أو الاسترخاء؛ لتضاعف بذلك قدرتك الاستيعابية على التحصيل والتعلم أثناء الدراسة.
- استمتع بتقنيات تجعل العملية التعليمية أيسر وتساعد في توصيل المعلومات بشكل جذاب ومثير للاهتمام ومن بينها على سبيل المثال: الأفلام الوثائقية –العروض التفاعلية – الرسوم التوضيحية – تقنيات الواقع الافتراضي – الألعاب التعليمية – وأنواع المحتوى التعليمي الشعبي المعروف باسم البوب ساينس.
النصيحة الثانية: تقييم الوضع الحالي وتحديد الهدف
من المهم جدًا تقييم الوضع الحالي للدارس قبل اتخاذ قرار الدراسة الإلكترونية، وذلك لأن الدارس قد يضيع الوقت في دراسة لا تفيده، أو في الإقبال على مرحلة دراسية تفوق قدراته لم يستعد لها؛ فتكون النتيجة إهدار الوقت دون استفادة.
ولكي يستطيع الدارس تقييم موقفه وتحديد هدفه بما ينظم وقته ويعزز استفادته من التعليم الرقمي عليه الآتي:
- الاطلاع على تطورات أسواق العمل وفهم المسميات الوظيفية، ونوعية المؤهلات التي تتطلبها تلك الوظائف.
- تحديد قدراته واختيار الوظيفة التي تناسبها.
- تحديد التخصص الدراسي الذي يؤهله لوظيفته المستهدفة.
- تحديد مستواه في هذا التخصص واختيار مستوى الدراسة الذي يناسبه.
- مطالعة التعليقات والتقيمات المنشورة من الدارسين السابقين عن الدورة التي سيحصل عليها.
- التعرف على السيرة الذاتية للمدرسين أو الأساتذة.
- اختيار المدة الدراسية الكافية لتحصيلٍ جيد للمادة العلمية واستيعابها بشكل كامل خلال الدراسة.
- الاستماع الجيد للمحاضرات التعريفية التي تقدم للتعريف بالدورات التدريبية أو الدراسات والكورسات.
- التعرف على الأكاديمية أو الجامعة التي تقوم بتقديم الدراسة من خلال مناصاتها ومواقعها الإلكترونية.
- عدم التسويف أو التأجيل أو التردد بعد جمع المعلومات والعزم على اتخاذ القرار.
النصيحة الثالثة: الجدول الزمني
ينبغي على الدارس بدايةً أن يقوم بترتيب الأولويات طبقًا لمصفوفة الأولويات الآتية:
- هام وعاجل: الأولوية القصوى.
- هام وغير عاجل: الخطوة التالية.
- عاجل وغير هام: يمكن تفويضه أو تقليله.
- غير عاجل وغير هام: تجنب هذا النوع من المهام.
- ومن ثَم يستطيع أن يركز على ما يعد مفيدا في اللحظة الحالية ويستبعد المؤجلات مما يعظم الاستفادة المباشرة التي تعود عليه في أسرع وقت.
- وبعد ذلك يبدأ الدارس في تقسيم الأهداف الكبيرة الكلية إلى أهداف صغيرة جزئية ويضع ذلك ضمن جدول زمني صارم يتأكد من تنفيذه ويتدارك الموقف سريعا إذا شعر بأي خلل أو تأخير
- ومن المهم ألا يقع الدارس في فخ استهلاك النفس في البداية حيث يضع تركيزا شديدا على المقدمات والتوبويب والتلخيص ويضيع جهده بدون تحصيل فائدة حقيقية.
- من الضروري البعد عن التسويف وتضيع الوقت من البداية حتى لا تتراكم المهام ويفسد الجدول الزمني.
النصيحة الرابعة: البعد عن المشتتات
من أخطر الأمور التي تُفسد برامج الدراسة الإلكترونية وتجعلها مضيعةً للوقت هي التشتت والإلهاء أثناء برنامج الدراسة؛ حيث أن البعض يغتر بمزايا ومرونة الدراسة الإلكترونية ويتهاون في التركيز بالتشتت بين عناصر الإلهاء.
ويمكن للدارس التغلب على تلك المشكلة بالآتي:
- الاستعداد النفسي والذهني للدراسة قبل بداية المحاضرة بوقتٍ كافٍ.
- تصفية الذهن والتركيز أثناء الدرس وعدم الانشغال بأي من العوامل التي تسبب التشتت.
- التواجد في مكان مناسب يليق بالدراسة ويساعد على الاستيعاب.
- إغلاق الأجهزة والتطبيقات غير الضرورية أثناء المحاضرات.
- الانتظام والترتيب في تنسيق المهام الحياتية اليومية والوظائف البيولوجية مثل الأكل والنوم.
وهناك نوع آخر من التشتت:
هذا النوع يعد من الأفخاخ الشائعة التي يسقط فيها الكثيرون في هذا العصر، وهو فخ التعلم الزائد، أو الشعور الدائم بعدم كفاية المعلومات المتاحة، وينتج هذا الفخ عن الطفرة الهائلة التي حدثت في العلوم وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى السرعة الهائلة التي تتطور بها العلوم بشكل يومي في جميع المجالات، فيشعر الدارس بحالة من عدم الكفاية وبأنه دخل حلقة مفرغة من السباق الزمني في اكتساب المعلومات وفق آخر التطورات، ولكن من السهل التغلب على هذه المشكلة عن طريق:
- اختيار الأكاديمية أو الجهة التعليمية التي تضع الدارس على آخر ما توصل له العلم في التخصص.
- الاهتمام باختيار الأكاديميات التي تهتم بالجانب العملي والدراسة التطبيقية التي تخدم سوق العمل.
- الاهتمام بتحديد الهدف وتقييم الوضع الحالي كما سبق وذكرنا.
وجدير بالذكر فيما يخص التشتت:
إنه يُنصح بأن يحرص الشخص على تخصيص مقدارًا من الوقت يوميًّا للتأمل وتصفية الذهن بعيدا عن ضوضاء وزحام الملهيات وكذلك مقدارا من الوقت للرياضة والنشاطات الاجتماعية؛ حيث أن هذه العناصر تساعد على رفع الكفاءة التعليمية وزيادة القدرة الاستيعابية للدارس مما يساعد على الاستفادة من وقت الدراسة.
النصيحة الخامسة: استخدام البرامج والتطبيقات المفيدة
هناك العديد من التطبيقات والأدوات التي تساعد الدارس في تنظيم الوقت، وإدارة وتنفيذ المهام والواجبات بشكل يومي، ومن الممكن أن تقوم بدور فعَّال في مساعدة الدارس على تنظيم الوقت في بيئة الدراسة الإلكترونية
من هذه الأدوات على سبيل المثال:
تطبيق Clockify
يتيح إمكانية مراقبة الوقت ويقدم تقارير عن جودة الاستفادة من الوقت.
تطبيق Todoist
يتيح إدارة المهام اليومية ويقدم نماذج خطط للمبتدئين
تطبيق Trello
أداة ممتازة لتنظيم المشاريع والمهام
تطبيق The Forest
يتيح تنظيم الوقت ومراقبته بتقنية مبتكرة لطيفة تقوم على تخيل شجرة يرعاها المستخدم بحسن المتابعة أو تذبل.
وختامًا فإن الدراسة الإلكترونية ميزة لا بد من الاستفادة منها لمواكبة التطور في هذا العصر، وإدارة الوقت وحسن التنظيم هما السبيل لتحقيق أقصى استفادة من هذه الميزة العصرية؛ فلابد من العناية بهذه النصائح التي تساعد في توفير بيئة دراسة إلكترونية ناجحة تحقق الأهداف المنشودة، وترقى بالمستوى التعليمي والوظيفي إلى المستوى الذي يتمناه الدارس.