لقد تغير مفهوم الأمان الوظيفي والاستقرار المهني تغيرًا كبيرًا في الوقت الحال؛ ففي عصر تتسارع فيه وتيرة التحول الرقمي وتتزايد فيه تأثيرات الذكاء الاصطناعي، وتتوجه فيه نظم العمل والتشغيل نحو الأتمتة في معظم مجالات وأنماط العمل، أصبح مفهوم الأمان الوظيفي والاستقرار المهني في زمن التحول الرقمي من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والمؤسسات على حدٍّ سواء؛ فلم يعد الحصول على وظيفة كافيًا لضمان الاستمرارية، بل بات الأمر مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بقدرة الفرد على التكيف مع التطورات التكنولوجية، وتحديث المهارات الرقمية، والانخراط في مسارات التعليم مدى الحياة، ومع التغيرات الجذرية في سوق العمل وتنامي الحاجة إلى المرونة المهنية والمهارات القابلة للتجدد، يبرز التعليم الرقمي كأداة محورية تمنح الأفراد فرصة استعادة السيطرة على مستقبلهم المهني، وبناء مسار وظيفي مستدام في عالم سريع التغير.
ما هو الأمان الوظيفي؟
الأمان الوظيفي هو شعور الفرد بالاستقرار والاستمرارية في عمله، دون تهديد دائم بفقدان الوظيفة نتيجة التغيرات الاقتصادية أو التقنية أو المؤسسية. كان يُنظر إليه تقليديًا كحالة تعتمد على التدرج الوظيفي، عدد سنوات الخدمة، والارتباط الطويل بالمؤسسة. اليوم، تحوّل هذا المفهوم ليصبح مرهونًا بقدرة الفرد على التأقلم مع التغير، والتحديث المستمر لمهاراته، وملاءمته لمتطلبات السوق الجديدة.
عوامل الأمان الوظيفي قديمًا وحديثًا
قديماً، كانت العوامل التي تمنح الموظف أماناً وظيفياً تتمثل في وجود عقود ثابتة، ونظم تقاعدية، ومؤسسات تعمل وفق نماذج تقليدية طويلة الأجل. لكن مع تسارع التحول الرقمي والأتمتة، أصبحت الكفاءة الشخصية، والتعلم المستمر، والقدرة على التكيف، هي العوامل الحاسمة، الأمن الوظيفي لم يعد مكفولاً بطبيعة الوظيفة فقط، بل بقدرة الفرد على التطور مع وظيفته أو تغيير مساره عند الحاجة.
التغيرات في سوق العمل وتأثيرها على الأمان الوظيفي
تشير التحليلات الحديثة إلى أن ملايين الوظائف التقليدية مهددة بالزوال في العقد المقبل، بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي وتطور تقنيات الاتصال، ولم تعد الخبرة الطويلة وحدها كافية لحماية الفرد من الإقصاء، بل أصبح معيار البقاء مرتبطًا بالقدرة على أداء مهام رقمية، التفكير التحليلي، إدارة البيانات، والعمل ضمن بيئات افتراضية. في هذا السياق، يتحول الأمان الوظيفي من فكرة “الوظيفة الآمنة” إلى “الفرد الآمن” بفضل تأهيله المتجدد.
التعليم الرقمي الفرصة الوحيدة للأمان الوظيفي
يوفّر التعليم الرقمي وسيلة مرنة وعملية لتحديث المهارات والمعرفة دون الاضطرار لترك الوظيفة أو الالتزام بمواعيد جامعية تقليدية، من خلال التعلم عن بُعد، يستطيع العاملون والباحثون عن فرص أفضل الوصول إلى برامج تدريبية وأكاديمية معتمدة، تواكب تحولات السوق وتستهدف المهارات المطلوبة، كما تسمح تقنيات التعليم الذكي بتجربة تعليم شخصية تناسب الاحتياجات والظروف الزمنية لكل متعلم.
جامعة فيرتكس نموذج تعليمي لمستقبل أكثر أمانًا
في ظل هذه التحولات، تبرز جامعتنا الذكية كواحدة من المؤسسات التي تقدم نموذجًا متكاملاً يراعي واقع المتغيرات ويستجيب لتحدياتها. فهي تعتمد على منظومة تعليمية رقمية متطورة، تقدم شهادات أكاديمية معتمدة في مجالات حيوية، وتتيح للدارسين الاستفادة من خبرات نخبة من الأكاديميين ضمن بيئة تعليمية مرنة وعملية، من خلال برامجها المصممة لمواءمة المهارات مع متطلبات سوق العمل الرقمي، تمكّن الجامعة طلابها ودارسيها من بناء مستقبل مهني مستقر وأكثر أمانًا.
الخلاصة
لم يعد الأمان الوظيفي مضمونًا بمجرد الحصول على وظيفة، بل أصبح نتيجة طبيعية لمجهود مستمر في التعلم والتأقلم، في عصر الرقمنة، الأمان الحقيقي يتحقق بالاستعداد، وتحديث الذات، والاستثمار في التعليم الرقمي الذي يعزز من كفاءة الفرد وقيمته في سوق عمل لا يتوقف عن التغير، ومع وجود مؤسسات تعليمية مثل جامعتنا الذكية، أصبح بالإمكان تحويل التحديات إلى فرص واقعية وملموسة.